top of page

خـاتـمـة

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال سئل رسول الله (ص) عن اكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: " تقوى الله وحسن الخلق " الحديث رواه الترمذى.

 

قال تعالى: " وانك لعلى خلق عظيم ".

 

أخلاق القرآن – آداب الرحمن هو دين الاسلام الذى نزل على النبى العدنان...
 

ففي الصحيحين أن هشام بن حكيم سأل السيدة عائشة رضى الله عنها عن خلق رسول الله (ص) فقالت: " كان خلقه القرآن ".

 

وعن النواس بن سمعان رضى الله عنه قال: سألت رسول الله (ص) عن البر والاثم فقال (ص): " البر حسن الخلق والاثم ما حاك فى صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس " رواه مسلم.

 

وعن بن عمر رضى الله عنهما عن رسول الله (ص) قال: " انا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقاً، وبيت فى وسط الجنة لمن ترك الكذب ولو كان مازحاً، وبيت فى أعلى الجنة لمن حسن خلقه " صحيح رواه الطبرانى.

 

ان حسن الخلق يبلغ به المسلم اعلى الدرجات... درجة الصائم القائم، فحسن الخلق هو البر.. هو جماع الخير كله، وكان عليه الصلاة والسلام احسن الناس خلقاً فهو اعرفهم بدين الله، هو الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، هو الأسوة التى يقتدى بها المسلم، فالاخلاق دليل عملى على ما وقر فى قلب المسلم من الايمان فهى الدليل على حسن الايمان.... وكان (ص) أحسن الناس خلقاً لانه اعرفهم بدين الله.

 

وهو القائل ان من أحبكم الى أحسنكم أخلاقاً وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً، وما من شئ أثقل فى ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق، والقائل إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة احاسنكم اخلاقاً.... وقال (ص):" اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ".

 
وقال (ص): " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق "، وقال: " احب عباد الله الى احسنهم خلقاً واكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقاً " وفى الحديث الذى رواه الامام أحمد انه (ص) قال: " الا أنبئكم بخياركم ؟ قالوا: بلى، قال: خياركم أطولكم عمراً وأحسنكم أخلاقاً "،

 

وكان من هديه (ص) فى الدعاء ان يقول: " اللهم اهدنى لأحسن الاعمال وأحسن الأخلاق، لا يهدى لاحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقى سيئها إلا أنت "

 

وكان (ص) متواضعاً كما أمره الله تعالى: " وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين (88) " الحجر.

 

لقد كان رسول الله (ص) متواضعاً في عزة، حازماً بلا عنف، لينا بلا ضعف... أفعاله عن نفس طيبة، ليس عنده مكر ولا دهاء ولا صلف ولا كبرياء ولا عجب ولا خيلاء.... لا نفاق ولا رياء.

 

تقول السيدة عائشة رضى الله عنها وهى تصف حال رسول الله (ص) فى بيته: كان بشراً من البشر يخصف نعليه ويرقع ثوبه ويحلب شاته ويعمل ما يعمل الرجل فى بيته.... فإذا حضرت الصلاة خرج (ص) للصلاة... فقد كان فى مهنة أهل بيته اذا كان فى منزله... وكان يعلم أصحابه أذا رأوه الا يقوموا له ويأمرهم " لا تطرونى كما أطرت النصارى المسيح بن مريم فأنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله " كما جاء فى رواية البخارى.

 

وكان يقول لهم لا تقوموا لى كما كانت الاعاجم تقوم لملوكها، وكان (ص) يجلس حيث أنتهى به المجلس وكان يقول لأصحابه: " إن الله يكره ان يرى الرجل متميزاً على أصحابه "، وهو القائل: " ان الله أوحى الى ان تواضعوا حتى لا يفخر أحداً على أحد ولا يبغى أحد على أحد " رواه مسلم.

 

دخل اعرابى على رسول الله (ص) فلما رآى الرسول امتقع لونه واضطرب فؤاده وتلجلج .. فقال سيد المتواضعين وامام المسلمين: " هون على نفسك يا اخا العرب فانا ابن أمرآة كانت تأكل القديد بمكة".

 

وعنه (ص) انه قال: " ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا يعفو إلا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه " رواه مسلم.

 

وقد قال الله له (ص) خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (199) " الأعراف.

 

وكان (ص) احلم الناس والينهم وقال لاشجع عبد القيس: " أن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة " رواه مسلم.

 

ومن أمثلة حلمه (ص) ما يحدثنا عنه أنس بن مالك رضى الله عنه فيقول : " كنت سائراً يوماً مع رسول الله (ص) وعليه برد نجرانى غليظ الحاشية .. فتقدم اعرابى وجذب رسول الله بردائه جذبة شديدة وقال له فى غلظة: أعطنى يا محمد من المال الذى بين يديك فليس المال مالك ولا مال ابيك، فنظرت الى صفحة عنق رسول الله (ص)، وقد أثرت بها حاشية الرداء فى شدة الجذبة، واذا برسول الله ينظر الى متبسماً ويقول فى حلم وسعة صدر: نعم يا اعرابى ليس المال مالى ولا مال ابى وانما هو مال الله عز وجل ولكن قبل ان اعطيك من مال الله سأقتص منك، فقال الاعرابى: لا ورب محمد... فقال (ص) ولم ؟ ، فقال الاعرابى : لانى اعلم انك لا تقابل السيئة بالسيئة وانما تقابلها بالحسنة، فتبسم رسول الله (ص) وأخذ بيد الاعرابى وقال له : هذا مال الله فخذ ما تشاء".
 

قال تعالى: " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة أدفع بالتى هى أحسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم ".

 

وقال (ص) لاحد أصحابه: " يا عقبه الا اخبرك بافضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتعفو عمن ظلمك ".

 

وعن عائشة رضى الله عنها قالت: " ما انتقم رسول الله (ص) لنفسه فى شئ قط إلا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى ".

 

وهو القائل عليه أفضل الصلاة والسلام: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب " متفق عليه.

 

وكان يعلم الناس الصبر عند الغضب والعفو عند الاساءة  فيعصمهم الله ويخضع لهم عدوهم كأنه ولى حميم.

 

وكان عليه الصلاة والسلام اصبر الناس كما امره الله تعالى: " واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون (127) ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون (128) " النحل.

 

فقد لقى عليه الصلاة والسلام من قومه ما لقى ولم يدعوا عليهم بل كان يرجوا الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاًُ.

 

قال تعالى: " لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (128) " التوبة.

 

فقد كان عليه الصلاة والسلام الرحمة المهداة.. كما وصفه الله تعالى ان من صفاته ومن سجيته الكريمة انه يعز ويصعب عليه الامة ومشقتها، وانه حريص كل الحرص على هدايتها وتخليصها من ظلام الكفر الى نور الايمان بالله تعالى ومن ذل الشرك الى عز التوحيد... يعمل فى سبيل ذلك بكل ما أوتى من قوة صابرا مصابرا متحملاً فى هذا ما يلاقيه من عنت وصلف وكبرياء وتمرد وطغيان وإيذاء واستهزاء وانه صلوات الله وسلامه عليه رؤوف رحيم بالمؤمنين بلغ من الرأفه والرحمة بهم الدرجة القصوى والذروة العليا.

 

قال تعالى مخاطباً نبيه الكريم فى كتابه العزيز: " وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين".

 

فهو عليه الصلاة والسلام رحمة فى ذاته رحمة باخلاقه وصفاته رحمة فى حياته رحمة فى صبوته وشيخوخته وطفولته هو رحمة من ايام حمل امه به رحمة للصديق الخادم والابن والابنة والزوجة، يقول أنس بن مالك: " خدمت رسول الله (ص) عشر سنين فما قال لة أف قط ولا لشئ فعلته لما فعلته ولا لشئ تركته لما تركته وان عاتبنى احد من اهله قال: دعوه وما قدر الله من شئ يكون ".

 

ويقول أنس: " خدمت النبى (ص) عشر سنين فو الله ما صحبته الى السوق لقضاء حاجة الا كانت خدمة لى اكثر من خدمتى له ".

 

ومن رحمته ورفقه (ص) ما روى أنس رضي الله عنه قال " بينما نحن في المسجد مع رسول الله (ص) إذ جاء إعرابي فقام يبول في المسجد وأصحاب رسول الله يصيحون به فقال (ص): " لا تزرموه دعوه ( اى لا تقطعوا بوله ) فترك الصحابة الإعرابي يقضى بوله ثم... دعي رسول الله (ص) الإعرابي معلماً أن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقرأة القرآن، ثم توجه إلى أصحابه قائلاً: إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين.. صبوا عليه دلوا من الماء، فقال الإعرابي: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحدا، فقال (ص): لقد تحجرت واسعاً ( اى ضيقت واسعاً ) " متفق عليه.

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: أن اليهود اتو إلى النبي (ص) فقالوا: السام عليك ( اى الموت عليك )، فقال رسول الله (ص): وعليكم، فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله (ص): مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش، قالت عائشة: أولم تسمع ما قالوا، قال (ص): أولم تسمعي ما قلت رددت عليهم فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في" رواه البخاري.

 

وهو القائل عليه الصلاة والسلام: " إن الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف وما لا يعطى على سواه".

 

وهو القائل: " إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه".
 

وقال للسيدة عائشة: أرفقي فان الله إذا أراد بأهل بيت خير ادخل عليهم الرفق".
 

وفى رواية لمسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير كله".
 

وكان عليه الصلاة والسلام لا يطيل الصلاة إذا سمع بكاء طفل لرفقه بأمه لشدة وجدها عليه.    

 

وهو القائل: " لا يرحم الله من لا يرحم الناس" متفق عليه.
 

وعنه انه قال: " الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

 

والقائل: " من لا يرحم لا يرحم"، والقائل:" لا تنزع الرحمة إلا من شقي".
 

ولقد كان (ص) يدعوا إلى العدل والمساواة بين خلق الله أجمعين لا فرق بين غنى وفقير وقوى وضعيف.. وزير وحقير... بل الكل سواسية كأسنان المشط ليس لعربي فضل على أعجمي ولا لابيض فضل على اسود إلا بالتقوى، وكان يقول لأصحابه: " إن أكرمكم عند الله اتقاكم، وان الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى أعمالكم".

 

ومن أمثلة المساواة بين أصحابه: أن رجلا فقير الحال مهلهل الثياب قدم على مجلس رسول الله (ص) وجاءت جلسته بجوار رجل من الأثرياء فجمع ثيابه بعيدا عن الفقير.... فنظر الرسول للرجل الغنى غضباً، وقال له: ما حملك على ما صنعت؟ أخشيت أن يلصق غناك به أم خشيت أن يلصق فقره بك، فقال الرجل الغنى: ما دمت قلت ذلك يا رسول الله فاني قد تنازلت عن نصف مالي.... فقال الرسول (ص) للفقير هل تقبل: فقال لا انى أخاف أن يدخل قلبي من الغرور والكبرياء ما دخل قلبه.

 

ومن أمثلة العدل الرائعة وما أكثرها في حياة رسول الله (ص) ما حدث من المرأة المخزومية التي سرقت وأراد قومها لشرفها أن يشفعوا لها عند رسول الله (ص) حتى لا يقام عليها حد السرقة وهو قطع اليد، واختاروا لهذه المهمة أسامة بن زيد حب رسول الله (ص) وعندما كلمه أسامة في شان هذه المرأة ظهر الغضب على وجه رسول الله (ص) وقال لأسامة بن زيد: " أتشفع في حد من حدود الله "، ثم قام وخطب في الناس قائلاً:" يأيها الناس إنما اهلك من كان قبلكم إنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" وهكذا أقام الرسول العدل ولم يخش إلا الله، هذا هو رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب حبيب هذه الأمة وصفيها وصفائها وكمالها وجمالها ومعلمها وقائدها، فكانت امة محمد هي خير امة أخرجت للناس،
 قال تعالى: " كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".

 

وكان عليه الصلاة والسلام اشد حياء من العذراء في خدرها وهو القائل: " الحياء من الإيمان والحياء كله خير" مسلم.

 

والقائل: " الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار".

 

والقائل: " الحياء والإيمان قرناء جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الأخر".

 

وفى الحديث المتفق عليه: " الحياء لا يتأتى إلا بخير".

 

والقائل عليه الصلاة والسلام: " إن لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء".

 

والقائل: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوءة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت" رواه البخاري.

 

وقد كان (ص) بشوش لأصحابه يداعب أصحابه، روى الترمذي عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله انك تداعبنا.. قال نعم غير أنى لا أقول إلا حقاً.

 

وهو القائل: " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له".

 

وقد كان ضحكه تبسماً كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان ضحكه تبسماً.

 

قال تعالى: " يأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم".

 

وكان (ص) أجود الناس كفاً وأوسع الناس صدراً واصدق الناس لهجة وأوفاهم ذمة والينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفه أحبه وما سأل النبي (ص) عن شيء قط إلا أعطاه.

 

وكان يعلم الناس بالحكمة والموعظة الحسنة هدى الناس من الضلال وعلمهم من جهل وكان يخاطب الناس قدر عقولهم ومداركهم مستجيباً لأمر الله له:" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

 

وهو الصادق الأمين عن عائشة أم المؤمنين قالت: " ما كان من خلق ابغض إلى رسول الله (ص) من الكذب، ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم انه قد أحدث فيها توبة" رواه بن حبان.

 

قال (ص): " تحروا الصدق وان رأيتم الهلكه فيه فان فيه النجاة" رواه بن أبى الدنيا.

 

وعنه انه قال: " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له" رواه احمد.

 

وكان (ص) يلقب في قومه بالصادق الأمين.

 

وهو القائل عندما سأل متى الساعة: " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة.. فقالوا وكيف إضاعتها، قال(ص): إذا أوسد الأمر لغير أهلة فانتظر الساعة" ر واه البخاري.

 

وهو (ص) القدوة الحسنة تخلق بأعظم الصفات وأجمل الأخلاق وهو القائل " أدبني ربى فأحسن تأديبي "، قال تعالى: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً".

 

إن سيرة الصادق الأمين عامرة بالخير والهدى مليئة بأعظم الشمائل وأجمل الصفات التي لا حصر لها.... والتي اشرنا إليه إشارة عابرة لعل الله يلهمنا الإقتداء برسوله في أخلاقه وأقواله وأفعاله وأحواله لكي نسمو إلى ما يليق بنا وتعلوا درجاتنا عند الله.

 

عباد الله إن مكارم الأخلاق التي هي آداب الإسلام جمال لا يوازيه جمال وحظ الإنسان منها بقدر ما تخلق به من تلك الأخلاق وكان عليه الصلاة والسلام متخلقاً بجميعها فكان أكمل خلق الله أجمعين خلقا، وصفه رب العزة قائلاً "وانك لعلى خلق عظيم".

 

وقيل فيما معناه انك على الإسلام العظيم فقد كان (ص) خلقه القرآن كان قرآنا يمشى على الأرض يطبق ما فيه صورة حية لدين الله.. فان حسن الخلق ركن الإسلام الركين وأساسه العظيم الذي لا قيام للدين بدونه كالوقوف بعرفات في الحج.....فان المؤمنين يتفاضلون في الإيمان وان أفضلهم أحسنهم خلقاً.... وان أحبهم إلى رسول الله (ص) وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة أحسنهم أخلاقا... ....

فان الإكثار من الأخلاق الفاضلة الكريمة أو الإقلال منها يكون جمال وكمال الإيمان بنسبة ذلك الإكثار أو الإقلال، فانه لا يعقل عقلاً ولا يقبل ديناً أن يتصف بالإسلام من لا أخلاق له، من لا يتسم بالصدق ولا الأمانة ولا الوفاء ولا الإخلاص ولا سلامة الصدر من الأحقاد، فهل يكون مسلماً من لا حلم له ولا صفح له، من لا جود له، من لا كرم له، من لا صبر له، ولا قصد ولا عفاف... فهل يكون مسلماً من لا حياء له ولا عزة له، من لا علم له ولا عقل له، من لا رحمة له، من لا يتصف بالشجاعة والتوكل والصبر والرضا والتواضع والأدب والإحسان والوقار والورع والخشوع لله.

 

إن الإسلام أخلاق والأخلاق هي ما اتصف به رسول الله الأسوة الحسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر.

  
فهيا إلى أخلاق رسول الله إلى أخلاق المؤمنين المتصفين بمكارم الأخلاق فعلى قدر نصيبك من تلك الخلال الحسان تعرف قدرك وقيمتك عند الله وعند خلقه... فهيا إلى الأخلاق الفاضلة إلى الفضلاء النبلاء... إلى أهل الاخلاص.. إلى أهل الصدق... هيا إلى الصدق ولندع المداهنة والتملق والغيبة والنميمة والتجسس على المؤمنين.

 

هيا إلى الذين إذا وعدوا صدقوا، وإذا عاهدوا اوفو، إلى أهل العفو عند المقدرة ن إلى أهل العدل والإنصاف، هيا إلى تفريج كرب المؤمنين إلى مساعدة المحتاجين، هيا إلى حزب الله ورسوله، حزب الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، نوالى منى والاهم ونبرأ ممن عداهم، هيا لنبحث عن الفقراء لنأخذ جزيل العطاء من الواحد المنان، إلى مساعدة المساكين والمحتاجين والفقراء، هيا إلى كفالة اليتيم ومساعدة الأرامل، نمسح على راس اليتيم ونساعد الأرملة والعجوز... لندخل عليهم البهجة والفرحة.

 

هيا الى الحياء... الحياء من الله... الحياء من فعل الرذائل وفعل المنكرات...

 

هيا إلى الحلم والصبر وسلامة القلب من الأحقاد، هيا إلى الورع والسكينة والوقار، هيا إلى الصدق والأمانة والوفاء والإخلاص، هيا إلى القصد والعفاف والإخاء والعزة، هيا إلى العلم والعقل والعمل الصالح، هيا إلى نظافة القلب والبدن وتجميل السر والسريرة... هيا إلى الاستقامة والتوبة.

 

هيا إلى بيوت الله... إلى مجالسة الصالحين وقراءة القرآن وحديث رسول الله، هيا إلى قيام الليل، إلى سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، إلى الأسوة الحسنة، هيا إلى الصحابة الكرام.. أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، هيا إلى القدوة الحسنة.

 

هيا إلى الفوز برضا الله رب العالمين لنفوز بسكنى جنات النعيم، إلى مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

 

هيا إلى أعلى الدرجات، إلى مفتاح الجنة، إلى الأخلاق، إلى رفع الدرجات، هيا إلى أشجار الجنة وبساتينها وظلالها، هيا إلى ثمار الجنة وأنواعها وصفاتها وريحانها، هيا إلى ما تشتهيه الأنفس وتلذ به الأعين، إلى انهار الجنة، هيا لنسقى كأساً كان مزاجها زنجبيلاً.. إلى عين فيها تسمى سلسبيلاً... إلى الرحيق المختوم.. ختامه مسك.

 

هيا إلى فاكهة الجنة، إلى لحم الطير، إلى القطوف الدانية، هيا إلى أرائك الجنة، إلى لبس السندس والاستبرق، إلى أساور من ذهب والثياب الخضر.

 

هيا إلى الفرش التي بطائنها من استبرق، إلى الفرش المرفوعة والأكواب الموضوعة والنمارق المصفوفة، هيا إلى العبقري الحسان من الفرش.

 

هيا إلى الحور المقصورات فىالخيام، إلى الحور العين قاصرات الطرف لم يطمسهن انس ولا جان كأنهن الياقوت والمرجان، إلى رياض الجنة نسمع غناء الحور العين، هيا إلى النعيم والملك الكبير.

 

قال رسول الله (ص):" إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا".

 

وقال (ص): " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقاً وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحاً وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه".

 

اللهم اهدنا لأحسن الأعمال واحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت وقنا سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على عبدك ورسولك صاحب الخلق العظيم والهادي إلى الصراط المستقيم وعلى اله وصحبه أجمعين واحشرنا معهم في زمرة المتقين أصحاب الخلق القويم.  

©Taqwa.Allah.wa.Hosn.Alkholok

  • Facebook Clean
  • Twitter Clean
  • White Google+ Icon
bottom of page