عن المعاصى و محقرات الذنوب

الحمد لله الذى سبقت رحمته عذابه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له...واشهد ان محمد عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين.

عن انس ابن مالك قال"انكم تعملون اعمالا هى ادق فى اعينكم من الشعر وانا كنا نعدها على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات". رواه البخارى

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اياكم و محقرات الذنوب فانهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه" رواه احمد من حديث عبد الله ابن مسعود.

وفى الصحيحين من حديث عبد الله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"عذبت امرأة فى هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت النار لاهى اطعمتها وسقتها ولاهى تركتها تاكل من خشاش الأرض ".

وقال بعض السلف اعلم ان المعاصى هى بريد الكفر كما ان القبله بريد الجماع و الغناء بريد الزنا والنظر بريد العشق و المرض بريد الموت.

وعن احمد عن الوليد عن الاوزاعى انه سمع هلال بن سعد يقول "لا تنظر الى صغر الخطيئه ولكن انظر الى من عصيت".

وفى المسند من حديث ابى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان المؤمن اذا اذنب نطت فى قلبه نكته سوداء فإذا تاب واستغفر صقل قلبه واذا زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذى ذكره الله سبحانه و تعالى فى قوله "كلا بل ران على قولبهم ما كانو يكسبون".

وعن عبد الله ابن عباس انه قال "ان للحسنه ضياء فى الوجه ونور فى القلب وسعه فى الرزق وقوة فى البدن ومحبه فى قلوب الخلق وان للسيئه سواد فى الوجه وظلمه فى القبر والقلب ووهنا فى البدن ونقصا فى الرزق وبغضا فى قلوب الخلق ".

ان المعاصى توهن القلب والبدن فتحرمه الطاعه كما انها تحرمه العلم و الفهم كما قال الامام الشافعى عن استاذه وعكيع

شكوت الى وكيع سوء حفظى

فارشدنى الى ترك المعاصى

وقال اعلم بان العلم فضل

وفضل الله لا يعطى لعاصى

وان العاصى يجد فى قلبه وحشه بينه وبين الله تورث ظلمه القلب وحرمان الطاعه وتعسير الامور ... كما انها تورث الذل و فان العزة لله جميعا و ان العز كل العز فى طاعه الله و ان كثرة الذنوب تدخل العبد تحت لعنة الله و رسوله كما انها تذهب الحياء الذى هو مادة الحياة للقلب و تخرج العبد من دائرة الحسنات و تمنعه ثواب المحسنين.

فالذنب اما ان يميت القلب او يمرض مرضا محتوما او ان يضعف قوته كما يزيل النعم لتحل محلها النقم.

واعلم ان المعاصى دائما فى اسر شيطانه و سجن شهواته و قيود هواه فان المعاصى تورث من العقوبات ما لا يعد ولا يحصى.

فاللهم انا نسالك قلبا خاشعا و علما نافعا و نسال دوام العافيه و دوام الطاعه يا ارحم الراحمين.