top of page

الصبر

كان خلقه القران

 

" الصبر "

 

قال تعالى: " يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين (153) " سورة البقرة.

 

قال تعالى: " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين (155) الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون (156) اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157) " سورة البقرة.

 

قال تعالى: " والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون (177) " سورة البقرة.

 

قال تعالى: " قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله والله مع الصابرين (249) ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (250) " سورة البقرة.

 

قال تعالى: " الذين يقولون ربنا اننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (16) الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار (17) " سورة آل عمران.

 

قال تعالى: " وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين (146) " آل عمران.

 

قال تعالى: " لتبلون فى اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا آذى كثيراً وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور (186) " آل عمران.

 

قال تعالى: " يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (200) " آل عمران.

قال تعالى: " ذلك لمن خشى العنت منكم وان تصبروا خير لكم والله غفور رحيم (25) " النساء.

 

قال تعالى: " قالوا انا الى ربنا منقلبون (125) وما تنقم منا الا ان ءامنا بأيات ربنا لما جاءتنا ربنا افرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين (126) " الاعراف.

 

قال تعالى: " وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين (46) " الانفال.

 

قال تعالى: " إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة واجر كبير (11) " هود.

 

قال تعالى: " واقم الصلاة طرفى النهار وزلفاً من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين (114) واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين (115) " هود.

 

وقال تعالى: " انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين (90) " يوسف.

 

قال تعالى: " والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار (22) جنات عدن يدخلونها ومن صلح من اباءهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (23) سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (24) " الرعد.

 

قال تعالى: " والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم فى الدنيا حسنة ولاجر الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون (41) الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون (42) " النحل.

 

وقال تعالى: " ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون (96) " النحل.

 

 

قال تعالى: " وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين (126) واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون (127) ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون (128) " النحل.

 

قال تعالى: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا (28) " الكهف.

 

قال تعالى: " رب السموات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً (65) " مريم.

 

قال تعالى: " وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى (132) " طه.

 

قال تعالى: " واسماعيل وادريس وذا الكفل كلُُ من الصابرين (85)" الانبياء.
 

قال تعالى: " انى جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون (111)" المؤمنون.

 

قال تعالى: " أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً (75)" الفرقان.

 

قال تعالى: " أولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون (54) " القصص.

 

قال تعالى: " إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة واجراً عظيماً (35)" الاحزاب.

 

قال تعالى: " يا بنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور (17) " لقمان.

قال تعالى: " الم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمتِ الله ليريكم آياته ان فى ذلك لايات لكل صبار شكور(31)" لقمان.

قال تعالى: " قل يا عبادى الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا فى هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب (10)" الزمر.

 

قال تعالى: " فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشى والابكار (55)" غافر.

 

قال تعالى: " فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون (35) " الاحقاف.

 

قال تعالى: " فاصبر صبرا جميلاً (5) " المعارج.

 

قال تعالى: " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلاً (10) " المزمل.
 

قال تعالى: " ولربك فاصبر(7) " المدثر.

 

قال تعالى:" وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً (12) " الانسان.
 

قال تعالى: " فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم اثماً او كفوراً (24) " الانسان.
 

قال تعالى: " ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة(17) أولئك اصحاب الميمنة (18) " البلد.

 

وقال تعالى: " والعصر (1) ان الانسان لفى خسر (2) الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3) " العصر.

 

                                       

 

 

 

 

 

 

" أحاديث في الصبر"

 

  1. في الصحيحين من حديث انس بن مالك رضى الله عنه ان رسول الله (ص) اتى على امراة تبكى على صبى لها فقال :" اتقى الله واصبرى " ، فقالت : وما تبالى بمصيبتى ، فلما ذهب قيل لها انه رسول الله (ص) ، فأخذها مثل الموت ، فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين فقالت : يار سول الله لم اعرفك ، فقال : " انما الصبر عند اول صدمة " وفى لفظ " عند الصدمة الاولى " رواه البخارى ومسلم.

 

والمعنى ان مفاجأة المصيبة لها روعة تزعزع القلب وتزعجه يصدمها فان صبر للصدمة فى اولها انكسر حدها وضعفت قوتها فهان عليه استدامة الصبر ، وهذا الصبر عند بداية الصدمة هو الصبر ، اما اذا لم يصبر عند الصدمة الاولى فبمرور الوقت يتوطن عليها ويصبر وهذا صبره شبيه بالاضطرار ، وليس له الا ان يصبر رغب فى ذلك ام لم يرغب .

 

  1. وفى صحيح مسلم عن ام سلمة قالت سمعت رسول الله (ص) يقول "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما امره الله : انا لله وانا اليه راجعون ، اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها ، الا اخلف الله له خيراً منها " قالت : فلما مات ابو سلمة قلت اى المسلمين خير من ابى سلمة اول بيت هاجر الى رسول الله (ص)، ثم انى قلتها فاخلف الله لى رسوله ، فارسل الى رسول الله (ص) حاطب بن ابى بلتعه يخطبنى له ، فقلت : ان لى بنتاً وانا غيور ، فقال : " اما بنتها فادعوا الله ان يغنيها عنها وادعوا الله ان يذهب الغيرة " فتزوجت رسول الله (ص) . رواه مسلم.

 

  • وفى صحيح البخارى من حديث انس ان رسول الله (ص) قال (عن رب العزة): " إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منها الجنة – يريد عينيه " رواه البخارى.

  • وفى صحيح البخارى من حديث ابى هريرة رضى الله عنه قال: قال (ص) يقول الله عز وجل: "ما لعبدي المؤمن جزاء اذا قبضت صفييه من اهل الدنيا ثم احتسبهم الا الجنة " رواه البخارى.

  • وعن عطاء بن ابى رباح قال: " قال لى بن عباس الا اريك امراة من اهل الجنة، قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي (ص) فقالت يا رسول الله انى اصرع وانى انكشف فادع الله لى، قال (ص): ان شئت صبرت ولك الجنة، وان شئت دعوت الله تعالى ان يعافيك.. فقالت: اصبر، فقالت: أنى انكشف فادع الله ان لا انكشف فدعا لها" رواه البخارى ومسلم.

  • وفى الصحيحين ان رسول الله (ص) قسم مالاً، فقال بعض الناس هذه قسمة ما اريد بها وجه الله، فأُخبر رسول الله (ص) فقال: "رحم الله موسى قد أوذى باكثر من هذا فصبر" رواه البخارى ومسلم.

  • ومن حديث الزهرى عن عروة عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله (ص): " ما من مصيبة تصيب المسلم الا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها " رواه مسلم والبخارى.

  • وعن ابى سعيد الخدرى وابى هريرة عن النبى (ص) قال: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه " رواه البخارى ومسلم. والنصب: التعب ، والوصب : المرض.

  • وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: دخلت على النبى (ص) وهو يوعك وعكاً شديداً فقلت يا رسول الله انك توعك وعكاُ شديداً فقال: اجل انى لاوعك كما يوعك رجلان منكم، قلت: إن لك لأجران.. قال: نعم والذي نفسي بيده ما على الارض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه الا حط الله عنه به خطاياه كما تحط الشجرة ورقها " رواه البخارى ومسلم.

  • وعن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى (ص) انه قال: " ما اعطى عطاء خير واوسع من الصبر" رواه البخارى ومسلم.

  • وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه عن الرسول (ص) انه دخل على امرأة فقال مالك تزقزقين ؟ قالت: الحمى لا بارك الله فيها، قال (ص): لا تسبى الحمى انها تذهب خطايا بنى آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" رواه مسلم. تزقزقين اى : تتحركين بشدة اى ترتعدين.

  • قال (ص): " من يرد الله به خيراً يصيب منه" رواه البخارى.

  • وقال (ص): " من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين " رواه مسلم والبخارى.

 

ومن الدعاء عند البلاء " اللهم انى اسالك تعجيل عافيتك وصبراً على بليتك وخروجاً من الدنيا الى رحمتك ".

ومن الدعاء عند زيارة المريض:" شفى الله سقمك وعظم أجرك وغفر ذنبك ورزقك العافية فى دينك ورحمك وان تذكره بان له خلال ثلاث: اما الاولى

 

 

فتذكرة ان ربك يذكر بها عند البلاء ، والثانية ان المرض تمحيص لما سلف من الذنوب ، والثالثة ان يدعوا الله .. فان دعوى المبتلى ان شاء الله مستجابة".

 

  • وفى المسند للامام احمد عن النبى (ص) قال: " والذي نفسي بيده لا يقضى الله للمؤمن قضاء الا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وان اصابته ضراء صبر فكان خيراُ له وليس ذلك الا للمؤمن " وفى رواية: " إن أمر المؤمن كله عجب، ان اصابته سراء شكر فكان خيراً له وان اصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه احمد.

 

 

"ولربك فإصبر"

 

ان الطريق القويم والصراط المستقيم الذى بعث به الرحمن الرحيم نبيه الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم عماده الخلق القويم " انما بعثت لاتتم مكارم الاخلاق ".

 

والاخلاق الكريمة الفاضلة لها ركائزها التى ترتكز عليها، وأركانها التي تقام بها وتقوى وتستقيم وان عماد هذه الركائز التى تحيا بها الاخلاق عالية غضة الثمار طيبة الظلال وراقة الاغصان انما هو " الصبر".

 

فالصبر فضيلة يحتاج اليها المسلم فى دينه ودنياه، وهى التى يجب ان يبنى عليها اعماله وآماله، وعليه ان يوطن قلبه وعقله على احتمال المكاره، ويدرب نفسه على عدم التسخط وتعجل النتائج مهما طالت او بعدت، بقلب لا يخالطه ريب وعقل لا يطيش للكربات والمحن، فالمسلم يجب ان يكون موفور الثقة موقناً بان مع العسر يسرا وان مع الشدة الفرج وان مع البلاء العطاء وان مع الضيق السعة، فان الله سبحانه وتعالى اكد لنا ان الابتلاء لا محيص عنه حتى يتميز الخبيث من الطيب، قال تعالى: " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب (179)" آل عمران.

 

وقال الله تعالى: " ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه عل بعض فيركمه جميعاً فيجعله فى جهنم أولئك هم الخاسرون(37) " الانفال.

 

وقال تعالى: " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا اخباركم (31) " محمد.

 

وقال تعالى فى سورة المائدة: " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فى ما أتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون (48)" .

 

وقال تعالى: " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين (155) " البقرة.

 

وان على المسلم ان يأخذ عدته وأهبته للنوازل المتوقعة فلا نزهل ولا نذل، فالنوائب متوقعة، والابتلاء في الدنيا لثقل المعدن الاصيل وتنقيته من الشوائب، والفهم العاقل الواعى المستنير هو الذى يعد العدة ويستعد لتقبل حوادث الايام والليالي... فان ذلك انفع له واجدى... قال تعالى: " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين (126) " النمل.

 

وقال تعالى: " وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور (186) " آل عمران.

 

وكما قال سليمان عليه وعلى نبينا السلام " هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر ام اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربى غنى كريم(40) " النمل.

 

فالصبر انفع واجدى لكل ذى بصر وبصيرة ... وهو الجواد الذى يمطتيه المسلم فلا يكبوا به وهو السيف الذى يتسلح به فلا يصدأ، والحصن الذى يتحصن به فلا يهزم، فان النصر مع الصبر والفرج مع الكرب والعسر مع اليسر، فالصبر انصر لصاحبه فى المحن من غيره، قال تعالى: " واصبروا ان الله مع الصابرين (46) " الانفال.

 

فان الله مع الصابرين يؤيدهم وينصرهم فى الدنيا والاخرة، فالصبر خير لاهله كما قال تعالى: " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين (126) " النحل.

 

وقال تعالى: " وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً ان الله بما يعملون محيط(120) " آل عمران.

 

وقال تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة (45)" البقرة.

 

فالصبر خير كله، يحتاجه المؤمن فى كل وقت وحين يلوذ به ليحتضنه فيهدأ وتهدأ نفسه، وتقر عينيه ولا يطيش عقله، ويعلم ان الله امره بالاستعانة بالصبر، وان الله جعل الصبر له خير، وان الله مع الصابرين، فلا يكون من الذين قال الله تعالى فيهم " ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمان به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين (11) " الحج.

 

والصبر لغة: هو المنع والحبس.... فالصبر منع النفس عن الجزع واللسان عن التشكى والجوارح عن فعل المنكرات والنواهى.

 

يقال صبرت فلانا اى حبسته، والمصبورة والمصبرة من الطيور ونحوها المربوطة بخيط فى عنقها حتى تموت وفى الحديث " نهى عن المصبورة" رواه البخارى.

 

وقيل ان اصل الصبر من القوة والشدة فاذا قيل لقى الرجل الشدة بكمالها قيل لقيها باصبارها _ قاله الاصمعى _ ومن الصبر الدواء شديد المرارة وقيل ان الصبر من الجمع والضم فالصابر يجمع نفسه ويضمها عن الهلع والجزع.

 

ويقال تصبر فلان: إذا تكلف الصبر واستدعاه، وصبر نفسه بالتشديد على الصاد اى حملها على الصبر، واسم الفاعل صابر وصبور ومصابر ومصطبر[1] .

 

وحقيقة الصبر انه خلق فاضل من اخلاق النفس يمنع صاحبه من فعل مالا يحسن ... ولا يجمل ، وهو قوة من قوى النفس التى بها صلاح شأنها وقوام امرها.

 

فالصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الادب والاستعانة بالله وهو دليل على شجاعة النفس وقوة إيمانها.

 

والصبر إحجام النفس عن اجابة داعى الهوى المزموم، والصبر والجزع ضدان كما قال تعالى فى وصفه لاهل النار " سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص (21) " ابراهيم.

 

وشمائل الاخلاق وفضائلها مرتبطة بالصبر ارتباطاً وثيقاً لا تنفصم عنه.

 

فالصبر عن شهوة الفرج يسمى عفة وضدها الفجور والعهر والزنا، والصبر عن شهوة البطن وعدم الاسراع للطعام يسمى شبع نفس وضده الشراهة والدناءة.

 

والصبر عن اظهار ما لا يحسن اظهاره من الكلام يسمى كتمان سر وضده افشاء السر والكذب والقذف.

 

وان كان الصبر عن فضول العيش سمى زهداً وضده حرصاً... وان كان الصبر على قدر يكفى من الدنيا سمى قناعة وضده الحرص ايضاً.. وان كان الصبر عن اجابة داعى الغضب سمى حلماً وضده التسرع... وان كان الصبر عن اجابة داعى العجلة سمى وقاراً وضده طيش وخفة.... وان كان صبرا عن اجابة داعى الفرار والهروب سمى شجاعة وضده الجبن والخور.... وان كان صبرا عن اجابة داعى الانتقام سمى عفوا وضده الانتقام.... وان كان صبرا عن داعى الإمساك والبخل سمي جوداً وضده البخل..... وان كان صبرا عن اجابة داعى الشرب والاكل فى وقت مخصص سمى صوماً.... وان كان صبرا عن اجابة داعى القاء الاعباء على الغير سمى مروءة........ وان كان متعلقاً بالخصومات والبت فيها سمى عدلاً وضده الظلم..... ويسمى الصبر سماحة اذا تعلق ببذل الواجب بالرضا والاختيار .

 

فهيا الى شمائل وفضائل الاخلاق فى الدين، الى رحاب كتاب الله، إلى رحاب الصبر فى القران الكريم وسنة نبيه عليه افضل الصلاة واتم التسليم، الى الصبر وافاقه سائلين الله ان نكون مع الصابرين ومن الصابرين، فالله يحب الصابرين.

 

 

 

قال تعالى: " يا بنى اقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور (17) " لقمان.

 

 

هذه وصية لقمان الحكيم لابنه الذى هو اشفق الناس عليه واحبهم اليه فهو حقيقاً يمنحه افضل ما يعرف من الحكمة التى علمها الله له.

 

ان الله سبحانه وتعالى حكى لنا هذه الوصية لما فيها من خير عميم وفهم عظيم وحكمة بالغة لننتفع بها ونعمل بها ونسير على نهج ولد لقمان الحكيم ونقتدى به وبابيه، لنمتثل لما فيها من خير عميم، فنقم الصلاة بحدودها وشروطها وفروضها واوقاتها ونامر بالمعروف، فالدال على الخير كفاعله وننهى عن المنكر قدر استطاعتنا فهذة رسالة الانبياء والرسل افضل واشرف خلق الله، وان تصبر فالصبر فضيلة عالية الاغصان متشعبة الفروع والاوراق نقية الثمار ريحها اطيب من ريح المسك، فالصبر ظلال مديدة يحيا بها المؤمن فلا يطيش عقله ولا تخور قواه اذا اصابته المحن، وهو برهان من العبد على حسن توكله على الله، وعلمه لان الله لا يضيع اجر المحسنين وهل الاحسان الا صبر على المكاره وحلم وعلم بان الدار الاخرة هى الحياة، وان الدنيا هى دار الاختبار والابتلاء، وان من الادب والاحسان مع الله ان نصبر على كل ما قضاه سبحانه وتعالى وان نرضى به ونسأله سبحانه ان يرفع عنا البلاء وان يرفع عنا غضبه وان يغفر لنا ذلاتنا، وان يفرج كربنا وهمنا وكل ما الم بنا.. فان الصبر من عزم الامور وفهم لحديث رسول الله (ًص) بان امر المؤمن كله خير للصابرين فى السراء والضراء وحين الباس وهو دليل فهم لسنة الله فى خلقه فان اشد الناس ابتلاء الانبياء فالامثل ومعرفة ان الله ارحم الراحمين .. ما ابتلانا الا لنلجا اليه ونساله العفو عنا، ليرفع درجاتنا فى الجنة التى هى دار القرار والصبر من عزم الأمور، فنجد ونجتهد ونعمل لننول رحمة الله والغفران، قال تعالى: " طاعة وقول معروف فاذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خير لهم (21) " محمد.

فاعزام الامر احتماله والتزام الصبر عليه

 

وقال تعالى لرسوله الكريم: " فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل".

 

هم الذين صبروا وجاهدوا وجدوا واجتهدوا واحتملوا الاذى والتزموا بما امرهم الله سبحانه وتعالى، كل ذلك فى سبيل الدعوة الى الله وهل الدعوة الا امر بمعروف ونهى عن منكر؟

حقاً إن الحكمة ضالة المؤمن ومن الحكمة ان نتمثل بالانبياء والرسل وننتهج نهجهم، ونامر بالمعروف وننهى عن المنكر وان نصبر على ما يصيبنا فى سبيل الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، وان نصبر امتثالاً لامر الله، ونتأسى بالرسل وامامهم امام الصابرين عليه افضل الصلاة واتم التسليم.

 

فالصبر فرس سباق لا يكبو بصاحبه، سباق للخير، مضماره ما قال الله وقال الرسول، ولجامه الايمان، يصل بصاحبه الى بر الامان، رضا الرحمن والخلود فى الجنان..... اللهم الهمنا الصبر وارزقنا حكمة الصابرين واجعلنا من المفلحين .. من الذين قلت فيهم " يايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون(200) " المائدة.

 

اللهم ارزقنا الفلاح والرشاد والهمنا فهم اوامرك والعمل بها لنكون من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..... فالى مضمار الصبر، إلى المطية التي لا تكبو بصاحبها.

 

  1. قال تعالى امراً عباده بالصبر..

 

قال تعالى: " واصبر وما صبرك الا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون (127) " النحل.

 

قال تعالى: " واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم (48) "النور.

 

قال تعالى لنبيه الكريم: " فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون (35) "الاحقاف.

 

 

وقد أمر الله نبيه الكريم (ص) بالصبر وعدم الاستعجال لامر الله وعدم الوهن والحزن وضرب له مثلاً، فقال تعالى: " فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم(28) "القلم.

 

قال تعالى: " ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين (139) "آل عمران.

وقال تعالى: " واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين (45) " البقرة.

 

ان هذا الامر من العلى الكبير الرحمن الرحيم لعباده المؤمنين الخاشعين مبيناً لهم المنهج القويم عند استقبال المحن والشدائد والملمات والعظائم من الامور... الذى هو الاستعانة بالصبر والصلاة ، فالصبر هو المعين الذى به يستعين المؤمن على نوائب الايام .. وان الصبر والصلاة كبيرة لا يقدر عليها الا الخاشعين، فان الله يسرهما للمؤمن الخاشع... رحمة منه به سبحانه وتعالى ارحم الراحمين .

 

قال تعالى: " وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين (126) " النحل.

 

ان الله سبحانه وتعالى يبين لعباده المؤمنين ان " ولكم فى القصاص حياة يا اولى الالباب لعلكم تتقون (179) " البقرة.

 

ومع تقريره سبحانه وتعالى قاعدة القصاص بالمثل فان الله سبحانه وتعالى يدعوا الى العفو والصبر حين يكون المسلمون قادرين على دفع الشر وفى الحالات التى يكون العفو فيها والصبر اعمق اثر او اكثر فائدة للدعوة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر... فالمسلم عليه بالصبر ، لا ينتصر لنفسه اذا كان ذلك فى مصلحة الدعوة الى الله .. فعليه ان يؤثر العفو والصبر، فان ذلك خير للصابرين.... قال سبحانه ولئن قسم من الله الجليل العظيم ووعد للمؤمنين لئن صبرتم لهو تاكيد خيرا للصابرين ، خير فى الدنيا وفى الاخرة .

 

عن النبى (ص) انه قال: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له فى الارض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع فى راسه فيجعل نصفين ويمشط بامشاط الحديد مادون لحمه وعظمه ما يعيده ذلك عن دينه _ والله ليتمن الله هذا الامر – حتى يصبر الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" رواه البخارى من حديث خباب بن الارت.

 

  1. ومن جزاء الصابرين ..

 

قال تعالى: " يأيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (200) " آل عمران.

 

فالصبرروالتقوى هم اسباب الفلاح فى الدنيا والاخرة لعلكم تفلحون - اصبروا تفلحوا – قالها العزيز الحكيم .

 

وقال تعالى: " أولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون (54) " القصص.

 

وقال تعالى: " إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب (10) " الزمر.

 

الحمد لله الرحمن الرحيم الذى جعل الصابرين لهم اجرا يوفون اجورهم جزاءاً بما صبروا.. بغير حساب ... الله اكبر ولله الحمد ...

 

فان الصبر بالله.. وهو سبحانه العطاء منه اولا... وهو الصبر والجزاء منه لخير... خير عميم بغير حساب ... على ما أعطى..... اللهم اشملنا برحمتك يا ارحم الراحمين الهمنا الطريق القويم والخلق المستقيم على نهج وسنة نبيك اشرف المرسلين واجعل القران فى صدورنا وقلوبنا وخلقنا باخلاق القران... يا ارحم الراحمين.

 

  1. " ان الله مع الصابرين " ...

 

قال تعالى: " يا ايها الذين أمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين (153) " البقرة.

 

إن الله مع الصابرين يعينهم على الصبر يلهمهم الحق والصواب ان الله سبحانه وتعالى القوى العزيز المنتقم الجبار الحليم الستار الوهاب الرزاق مالك الملك له الاسماء الحسنى والصفات العلى.. الله سبحانه وتعالى مع الصابرين.. إن الله مع الصابرين.. ألا تستحي من الله وتكن من الصابرين... الا تحب ان يكون الله معك... إذا أردت ذلك... فان الله مع الصابرين... ومن كان الله معه فقد فاز فوزاً عظيماً فى الدنيا والآخرة.. عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت سمعت رسول الله (ص) يقول: " ما من مسلم تصبه مصيبة فيقول ما امره الله – انا لله وانا اليه راجعون، اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيراً منها– إلا اخلف الله له خيراً منها" رواه مسلم.

 

 

 

 

  1. الصبر عون على الانتفاع بايات الله والاتعاظ بها ...

 

قال تعالى: " ولقد ارسلنا موسى باياتنا ان اخرج قومك من الظلمات الى النور وذكرهم بايام الله ان فى ذلك لايات لكل صبار شكور (5) " ابراهيم.

 

وقال تعالى: " الم تر الى الفلك تجرى فى البحر بنعمت الله ليريكم اياته ان فى ذلك لايات لكل صبار شكور(31) " لقمان.

 

وقال تعالى: " فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق ان فى ذلك لايات لكل صبار شكور(19) " سبأ.

 

وقال تعالى: " ومن أياته الجوار المنشأت فى البحر كالاعلام ان يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ان فى ذلك لايات لكل صبار شكور (33) " الشورى.

 

 

 

  1. الصبر .. يفرج الله به عن عباده وهو عون لهم ..

 

قال تعالى: " واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين (45) " البقرة.

فمن لا صبر له لا عون له ولا فرج...

 

قال تعالى: " ان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً (120) " آل عمران.

فالصبر عدة وفرج من الله وسلاح لدفع ضر و أذى الكافرين والمنافقين.

 

قال تعالى: " بلى ان تصبروا وتتقوا وياتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين(125) " آل عمران.

فالصبر سبب عون الله للمؤمنين .. وسبب نزول الملائكة عليهم بامر الله.

 

قال (ص): " واعلم ان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب " رواه احمد من حديث بن عباس.

 

 

  1. الصبر ... سبب رحمة الله وهدايته لعباده...

 

قال تعالى: " وبشر الصابرين (155) الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157) " البقرة.

جمع الله سبحانه وتعالى للصابرين عليهم صلوات من ربهم ورحمة وهداية.. ولم يجمعها لغيرهم سبحانه وتعالى .

 

قال تعالى: " وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها الا الصابرون (80) " القصص.

 

قال تعالى: " وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم (35) " فصلت.

 

 

  1. الله يثنى على عبده ايوب .. لانه من الصابرين ..

 

قال تعالى: " إنا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب (44) " ص.

اثنى الله على عبده الصابر ايوب لصبره فقال نعم العبد دائما يؤب الى الله ويلجأ اليه ويصبر صبرا جميلاً.

 

 

  1. الصبر .. المغفرة ... الاجر الكبير .. الجنة ( نعم عقبى الدار)...

 

قال تعالى: " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (23) سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (24) " الرعد.

 

قال تعالى: " إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة واجر كبير (11) "هود.

 

قال تعالى: " والعصر (1) ان الانسان لفى خسر (2) الا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3) " العصر.

قال الامام الشافعى ان العبد كماله فى تكميل ايمانه والعمل الصالح وهو محتاج الى ان يكمل نفسه ويكمل غيره، وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وقاعدة هذا كله وما يقوم عليه انما هو الصبر.

 

قال تعالى: " ثم كان من الذين أمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة (17) أولئك اصحاب الميمنة (18) " البلد.

 

فالخير كل الخير فى الصبر .. الهداية.. والفلاح... ومضاعفة الأجر... والرحمة .. والثناء ... والفرج ... والنصر ... فالله مع الصابرين ، والملائكة يدخلون عليهم فى الجنة من كل باب سلاما عليكم بما صبرتم.

 

عن النبى (ص) انه قال: " إن أمر المؤمن كله عجب ان اصابته سراء شكر فكان خيراً له وان اصابته ضراً صبر فكان خير له " رواه مسلم واحمد.

 

وفى الصحيحين ان النبى (ص) قسم مالاً فقال بعض الناس هذه قسمة ما اريد بها وجه الله فأُخبر بذلك فقال: " رحم الله موسى فقد أوذى اكثر من هذا فصبر " رواه مسلم.

 

وعنه انه قال: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه " رواه البخارى ومسلم.

 والنصب : التعب ، والوصب : المرض.

 

والصبر لا شكوى فيه ولا جزع وفيه الرضا بقضاء الله والتسليم لامره سبحانه وتعالى .

والمقصود بالجزع القول السئ والظن السئ بالله وليس ان تدمع العين او ان يحزن القلب.

 

عن النبى (ص) انه قال: " أربع في أمتي من أمر الجاهلية: الفخر بالاحساب، والطعن فى الانساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة، وقال النائحة ان لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران " رواه مسلم.

 

وعنه انه قال: " ما اعطى عطاء خير واوسع من الصبر " رواه البخارى ومسلم من حديث سعيد الخدرى رضى الله عنه.

 

وعنه انه قال: " إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن رضى فلة الرضا ومن سخط فلة السخط " رواه الترمذى وقال حسن غريب.

 

 

ان الاخلاق الكريمة والشمائل العالية الفاضلة لابد ان تقوم على التريث والمصابرة والانتظار، لان السنن الكريمة تحتاج الى الصبر وتريث وعدم استعجال النتائج، وان لم يصبر العبد فلن يغير شئ مما قدر عليه واصابه الجزع والهلع فيكوا بهما ثم يبوء بغضب الرحمن....

 

فصبراً جميلاً.. اللهم اجعلنا من الصابرين الذاكرين الشاكرين واعنا بالصبر والصلاة على نوائب الحياة وملمات الامور فالصبر خيراً للصابرين وهداية للمهتدين ونور به الامور تستقيم يضئ للافهام ليطمئن القلب والوجدان... فالصابرون هم المهتدون المفلحون.... والشجاعة لمن يملك نفسه عند الغضب... والصبر ثبات على الحق، والصبر عفة يعف بها الانسان وشبع نفس واطمأنان، والصبر زهد وقناعة، الصبر حلم وآناه، الصبر وقار، وعفو وصفح، الصبر جود وكرم وسخاء نفس وعطاء، ومروءة وشهامة، الصبر عدل وسماحة، وصوماً عن الرزائل... عن كل ما يغضب الرحمن.

 

الصبر خلق الانبياء وصفة الاصفياء وركيزة لكل الاخلاق الفاضلة الكريمة، يحمل النفس على كظم الغيظ والعفو، والتسامح، الصبر قوة فى النفس وحكمة فى العقل وسماحة فى القلب.

 

الصبر رحمة من الرحمن بها ينجوا الانسان من براثن الشيطان والهوى والخزلان، ويحلق فى العنان، فى جنة الرحمن، فرحاً بالغفران، والاحسان............. " انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب".

 

 

 

[1] المعجم الوسيط بتصريف

©Taqwa.Allah.wa.Hosn.Alkholok

  • Facebook Clean
  • Twitter Clean
  • White Google+ Icon
bottom of page